أسباب رفض السيرة الذاتية عديدة، ولأن السيرة الذاتية هي بطاقة تعريفية بالشخص، يقدمها من أجل طلب الحصول على ذلك العمل، وتتضمن مجموعة من المعلومات الجزئية حوله، مهارات وشواهد، ومعارف، من أجل تعريف رب العمل عليه، ومن أجل تحفيزه على قبوله في العمل المُتاح، فمن الطبيعي أن تكون هناك أسباب تؤدي إلى رفض تلك السيرة الذاتية وعدم قبولها من قبل رب العمل أو مسؤول الموارد البشريّة.
وقد أشرنا في مقالات سابقة إلى مجموعة من المعلومات والتفاصيل، والمُتعلقة بـ أساسيات السيرة الذاتية، وشكلها، والأخطاء التي يقع فيها الكثير من الأشخاص، و النصائح الأساسية التي لا يستغني عنها في عملية تصميم السيرة الذاتية، كم تحدثنا عن الأمور الخارجية المؤثرة على السيرة الذاتية، وفي هذا المقال، سنتحدث عن الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى رفض السيرة الذاتية، وعدم قبول صاحبها في الوظيفة، إذ يظن بعض الناس أنه بمجرد كتابة السيرة الذاتية بشكلٍ منتظم وسليم، تكون مفتاحًا لجميع الوظائف والفُرص، ويستغربون من رفضهم من طرف رب العمل أو مسؤول الموارد البشريّة!
سنشرح ببساطة الأسباب المُحتملة لهذا الرفض، ونُبين أمورها، لأنها تختلف، فبعضها قابل للتدارك من طرف أصحاب السيرة الذاتية، وبعضها غير قابل للتدارك والإصلاح، لكونه خارج طاقتهم، وخارج نطاق السي في الخاص بهم.
ولن نتحدث في هذا المقال عن الأخطاء الشكلية الواضحة، والتي يقع فيها الكثير من الناس، ولا عن الكذب في تقديم المُعطيات، ولا عن الإبهام والأخطاء اللغوية، والتصاميم المبعثرة، بل سنركز الحديث حول الأمور الدقيقة والمهمة في الموضوع، خارج إطار الأخطاء البديهية المتداولة والتي تحدثنا عنها كثيرًا في الموقع سنوات (أكثر من 7 سنوات)!
-
السبب الأول: أنت الشخص غير المُناسب
عدم تناسب الشخص مع العمل الذي يطلبه، لأننا كثيرا ما نشير إلى ضرورة انتقاء العمل الذي يتناسب مع تكوين الشخص وخبرته، وقدراته المعرفية وطاقاته، والسيرة الذاتية تستطيع أن تكشف هذا الأمر، وتوضح مدى تناسب الشخص وتلاؤمه مع الوظيفة التي يطلبها، لهذا قلنا بأن السيرة الذاتية تصمم وتعدل، وفقا لمتطلبات الجهة المعنية لا غير، ويتم التركيز على معاييرها، ومواصفات المشتغلين بها، وهكذا في جميع الطلبات، نقوم بتصميم سيرة خاصة بكل طلب، ننص على ما يتماشى معها، ولهذا عدم قبول السيرة الذاتية أمرٌ جائز.
-
السبب الثاني: الوجهة المُختارة عشوائيّة
سوء اختيار الشركة أو الوظيفة، لأن بعض الأشخاص يختارون وجهاتهم المهنية عشوائيا، ويتناسون الاختلاف الموجود في واقع الشغل، فنحن مثلا نعلم أن عديدا من الشركات، لا تعتمد الشفافية في قبول الطلبات، وتقوم بتوظيف أصحاب “الواسطات“، وفئات معينة من الناس لا تتخطاهم إلى غيرهم، في المقابل هناك بعض الشركات الأخرى التي تتبنى الشفافية والموضوعية، في مراجعات السيرة الذاتية، وتقوم بإعطاء المنصب المناسب، للشخص المناسب، لهذا كان لزاما أن نختار المكان الأمثل للعمل، والشركة الملائمة لنا.
-
السبب الثالث: السوابق
وهي من أهم أسباب رفض السيرة الذاتية ، إذ من الوثائق المطلوبة بشدة في الملف الشخصي، شهادو “حسن السيرة والسلوك”، وهي وثيقة معروفة تدل على أن الشخص ليست له سوابق عدلية، ولا خروقات قانونية، ولم يتعرض للسجن بسبب جريمة ما، إذ أن هذه الوثيقة تعكس مدى التزام الشخص بواقع العمل داخل الشركة، وعدم تهديده لأمن الشركة، بل تتوفر لدى مجموعة من الشركات على برمجيات ومواقع بحث، تستطيع تحديد مدى وجود هذه السوابق أم لا، وكذلك تستطيع المؤسسات أخذ الموافقات الأمنية من الجهات المختصة في الدولة، وكثيرا ما يستغرب بعض الأشخاص من رفضهم في ميدان العمل، ولكن السبب هو عدم إدلائهم بهذه الوثيقة القانونية، أو رفضهم بسبب تلك السوابق التي تقلص كثيرًا حظوظك و عدم قبول السيرة الذاتية الخاصّة بك.
-
السبب الرابع: عدم اختيار الوقت المناسب
خصوصا وأننا نعلم أن الشركات تعاني من ضغط كبير في بعض الأوقات، كما هو الحال حاليًا في وقت كتابة هذا المقال، تعاني الشركات من تداعيات جائحة كورونا وتقلص الأرباح، لذلك يصعب مراجعة السيرة الذاتية وقبولها ما دام هناك ضغطًا خارجيًا أو داخليًا يؤثر عليها، وقد أشرنا في مقال سابق، أن اعتماد الوقت المناسب ضروري لتحظى السيرة الذاتية باهتمام القارئ، وهذا يرجع إلى كل شركة على حدة.